تسبب إعصار إيوتا في دمار وفيضانات في نيكاراغوا تاركا آلاف الأشخاص بلا مأوى.
الأمر المهم الآخر الذي وجده التقرير يُعتبر نبأ أفضل قليلا ويتعلق بالاستثمار في عمل التكيّف.
وقال السيد غوتيريش: "مع ازدياد تداعيات المناخ سوءا – وستزداد سوءا – فإن توسيع نطاق الاستثمارات سيكون مهما للبقاء على قيد الحياة. يجب متابعة جهود التكيّف مع تلك الآثار والتخفيف من وطأتها بنفس القوة ونفس الإلحاح. ولعل هذا هو السبب الذي جعلني أضغط من أجل رصد 50 في المائة من إجمالي التمويل المناخي لجهود التكيف."
وأشار إلى التزامات غلاسكو بشأن التكيف، قائلا إن التمويل لم يكن كافيا لمواجهة التحديات التي تواجهها الشعوب على الجبهات الأمامية لأزمة المناخ، وقال إنه أيضا يدفع باتجاه إزالة العقبات التي تمنع الدول الجزرية الصغيرة والدول الأقل نموا من الحصول على التمويل الذي تمس الحاجة إليه لإنقاذ الأرواح وسبل العيش.
وأضاف يقول: فنحن بحاجة إلى وضع نظم جديدة لاستيفاء شروط الحصول على التمويل للتعامل مع هذا الواقع الجديد. غير أن المماطلة تعني الموت."
وقال إنه يستلهم من كل من هم على الجبهات الأمامية على ساحة المعركة مع المناخ ويقاتلون من خلال إيجاد الحلول، وأضاف أنه يعرف أن الأشخاص في كل مكان يشعرون بالقلق والغضب في نفس الآن.
وقال: "أنا أشعر بذلك أيضا. الآن هو الوقت لترجمة الغضب إلى عمل. فكل جزيْء من درجة الحرارة له قيمته. وكل صوت يمكن أن يحدث فرقا. وكل ثانية مهمةيشير التقرير إلى تجاوز موجات الحر والجفاف والفيضانات عتبات تحمّل النباتات والحيوانات، مما يؤدي إلى أعداد هائلة من الوفيات في الأنواع مثل الأشجار والشعاب المرجانية. هذا التطرف في المناخ يحدث بشكل متزامن، ويتسبب في تداعيات—يصعب إدارتها بشكل متزايد.
وقد عرّضت ملايين الناس للجوع الحاد وانعدام الأمن المائي، وخاصة في أفريقيا وآسيا ووسط وجنوب آسيا والجزر الصغيرة والقطب الشمالي.
ولتجنب تزايد الخسائر في الأرواح والتنوع البيولوجي والبنية التحتية، يلزم اتخاذ إجراءات طموحة ومعجلة للتكيّف مع تغيّر المناخ، في نفس الوقت الذي يتم فيه إجراء تخفيضات سريعة وعميقة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وخلص التقرير الجديد إلى أن التقدم المحرز في التكيّف غير منتظم حتى الآن، وهناك فجوات متزايدة بين الإجراءات المتخذة وما هو مطلوب للتعامل مع المخاطر المتزايدة. وهذه الفجوات هي الأكبر بين السكان ذوي الدخل المنخفض.
اقرأ أيضا: غوتيريش -- يجب على العالم "تغيير المسار" فيما يتعلق بحماية المحيط من أزمة المناخ
من جانبها، قالت إلهام علي، وهي واحدة من معدّي التقرير فيما يتعلق بمنطقة البحر الأبيض المتوسط: "يُعتبر حوض البحر المتوسط من أكثر المناطق تأثرا بالعديد من مخاطر التغيّرات المناخية، وأكثر المناطق عرضة لتلك المخاطر هي المناطق المنخفضة، خاصة التي تعاني من عمليات الهبوط الأرضي حيث إنها أكثر تهديدا بالفيضانات - ارتفاع مستوى سطح البحر وكذلك تسرب المياه المالحة، والتي تؤثر جميعها، منفردة أو مجتمعة، على أنشطة الزراعة."
وقال هوسنج لي: "يقرّ هذا التقرير بالاعتماد المتبادل بين المناخ والتنوع البيولوجي والناس، ويدمج العلوم الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية بشكل أقوى من التقييمات السابقة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ."
بحيرة داخل غابة الأمازون المطيرة في مدينة ماناوس البرازيلية.
حماية الطبيعة هي المفتاح لتأمين مستقبل قابل للعيش
بحسب التقرير، ثمّة خيارات للتكيّف مع المناخ المتغير. يقدم هذا التقرير رؤى جديدة حول إمكانات الطبيعة ليس فقط للحد من مخاطر المناخ، ولكن أيضا لتحسين حياة الناس.
وقال الرئيس المشارك للفريق العامل الثاني في IPCC، هانز أوتو بورتنر: "إن النظم الإيكولوجية الصحية أكثر مرونة في مواجهة تغيّر المناخ وتوفر خدمات حيوية للحياة مثل الغذاء والمياه النظيفة."
وأشار إلى أنه من خلال استعادة النظم البيئية المتدهورة، والحفاظ بشكل فعّال ومنصف على 30 إلى 50 في المائة من موائل الأرض والمياه العذبة والمحيطات، يمكن للمجتمع الاستفادة من قدرة الطبيعة على امتصاص الكربون وتخزينه، ويمكننا تسريع التقدم نحو التنمية المستدامة، ولكنّ التمويل الكافي والدعم السياسي ضروريان.
ويشير العلماء إلى أن تغيّر المناخ يتفاعل مع الاتجاهات العالمية مثل الاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية، والتوسع الحضري المتزايد، والتفاوتات الاجتماعية والخسائر والأضرار الناجمة عن الأحداث المتطرفة والجائحة، مما يعرّض التنمية في المستقبل للخطر.
من جانبها، قالت الرئيسة المشاركة للفريق العامل الثاني، ديبرا روبرتس: "يظهر تقييمنا بوضوح أن معالجة كل هذه التحديات المختلفة تشمل الجميع – الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني – يعملون معا لإعطاء الأولوية للحد من المخاطر، وكذلك الإنصاف والعدالة في اتخاذ القرار والاستثمار.
على الرغم من أن العالم يحتاج إلى خفض بنسبة 6% في الوقود الأحفوري لتجنب أسوأ احترار عالمي، فمن المتوقع أن يزداد إنتاج مناجم الفحم بنسبة 2%.
يقدّم التقرير تقييما تفصيليا لتأثيرات تغير المناخ والمخاطر والتكيّف في المدن والمناطق الحضرية، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم.
وقالت روبرتس: "يؤدي التوسع الحضري المتزايد وتغيّر المناخ معا إلى خلق مخاطر معقدة، لاسيّما بالنسبة للمدن التي تعاني بالفعل من النمو الحضري سيء التخطيط، ومستويات عالية من الفقر والبطالة، ونقص في الخدمات الأساسية."
لكنّها أضافت أن المدن توفر أيضا فرصا للعمل المناخي – المباني الخضراء، الإمدادات الموثوقة من المياه النظيفة والطاقة المتجددة، وأنظمة النقل المستدامة التي تربط المناطق الحضرية والريفية يمكن أن تؤدي جميعها إلى مجتمع أكثر شمولا وعدلا.
إغلاق نافذة العمل بسرعة
بشكل عام، يؤكد التقرير، الذي يوفر معلومات إقليمية واسعة النطاق لتمكين التنمية القادرة على التكيف مع تغير المناخ، على الضرورة الملحة للعمل المناخي، مع التركيز على الإنصاف والعدالة.
ويؤدي التمويل الكافي ونقل التكنولوجيا والالتزام السياسي والشراكة إلى مزيد من التكيّف الفعال مع تغيّر المناخ وخفض الانبعاثات.
وقال هانز أوتو بورتنر: "الدليل العلمي لا لُبس فيه: تغيّر المناخ تهديد لرفاهية الإنسان وصحة الكوكب. وأي تأخير إضافي في العمل العالمي المنسق سيفوّت نافذة قصيرة وسريعة الإغلاق لضمان مستقبل ملائم للعيش.
عنوان المكتب المسجل:🏢 22 Edward Road, Leicester, England, LE2 1TF
فروعنا: تركيا - الأردن - ليبيا - اليمن - تونس - المغرب - الصومال - موريتانيا - السعودية - البحرين - الإمارات العربية المتحدة - فلسطين - الجزائر - الكويت